Apr 8, 2010

اخبارنا : الانتحار فى سويسرة رقم قياسي أول


الانتحار فى سويسرة رقم قياسي أول
في سويسرا هناك 3-4 أشخاص يقومون بالانتحار يومياً، وهذا العدد يمثِّـل ما نسبته 19.1 فرد لكل 100.000 من السكان.

ويبلغ عدد المُتوفِّـين بواسطة الانتحار سنوياً 4 أضعاف من لاقى حتفه عن طريق حوادث الطرق، حيث يصل عدد المُنتحرين في كل عام من 1300 إلى 1400 شخص. وفي عام 2008، كان عدد الأفراد الذين لاقَـوا حتفهم بسبب حوادث الطّـرق 357 شخصاً.

وتعود نسبة أكثر من 90٪ من جميع حالات الإنتحار إلى أمراضٍ نفسية، كما يسبب الاكتئاب 60٪ منها.

ولا يوجد في سويسرا برنامج وطني لمنع الإنتحار، لكن هناك أنشطة تقوم بها الكانتونات والسلطات والمؤسسات المختلفة في أنحاء البلاد للوقاية من هذه الحالة. ومن ضمن التدابير الوقائية التي تقف في المقدّمة:

رفع مستوى الوعْـي العام للسكان حول مسألة الإنتحار.

تداور المعلومات مع المِهنيين الذين يتعاملون مع قطاعات واسعة من السكان كالأطباء والمعلمين والقساوسة وغيرهم.

التعرف على "الفئات المُعرّضة للخطر"،(كالمصابين بالأمراض العقلية والأرامل والسجناء وغيرهم) والإبلاغ عنهم..

تقيِـيد الوصول للوسائل المُستَخدَمة في الإنتحار، كالحدّ من توفير الأسلحة النارية والتقليل من حجم عبُـوات الأدوية ووضع الشبكات أمام الجسور وغيرها من وسائل الوقاية.

حيث ألقت دراسة جديدة أجرِيّـت مؤخّـراً في مستشفى جامعة زيورخ الضّـوء على امتلاك سويسرا على أعلى نسبة من حالات من الإنتحار بالأسلحة النارية من بين أقرانها في الدول الأوروبية.

ولا توجد دولة أخرى وصَـل فيها عدد المُنتحرين بالأسلحة النارية إلى الرقم القياسي، الذي حطّـمته سويسرا التي تُرتَكَب فيها نسبة تتراوح من 24 إلى 28٪ من هذه الحالات ويجعلها صاحبة الرقم القياسي الأول في أوروبا.

وفي شهر يناير من هذا العام وقبل يومٍ واحدٍ من افتتاح المُنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس، هَـزَّ خبَـر إقدَامَ ماركوس رينهارت، رئيس جهاز أمن المنتدى وقائد الشرطة المحلية على الانتحار، وسائل الإعلام السويسرية والعالمية. وقد عُثِر على رينهارت البالغ من العمر 61 عاماً ميِّـتاً في غرفة الفندق الذي كان يُـقيم فيه. وحسب التصريح الذي أعلنته شرطة كانتون غراوبوندن، فإن جميع الدلائل كانت تُـشير إلى انتحار رينهارت بمُسدّسه المُخصّـص للخِـدمة.

وقد تسبّ،بت حالة الإنتحار هذه - والتي لم تكن الأولى من نوعها التي يُسْتَخدَم فيها السِّـلاح الناري - بإثارة القلق والذهول العميقيْـن بين قطاعات واسعة من الشعب. ولم يكن الحادث المذكور حالة معزولة أو فريدة من نوعها. ففي الفترة الزمنية بين عامي 1996 و2005، تمّ الإبلاغ عن 3410 حالة انتحار ارتُـكبت باستخدام الأسلحة النارية.

إحصاءات ومراتب
وَوِفقاً لدِراسة نُشرت منذ عام 2006، احتلَّـت سويسرا المرتبة الثانية عالمياً، بعدَ الولايات المتحدة، في هذه الدّراسة التي دارت حول مُقارنة نسبة عمليات الإنتحار بالأسلحة النارية مع جميع أساليب الانتحار الأخرى.

وتقدّمت الولايات المتحدة القائِمة بنسبة تقرب من 57٪. ومن المُلفت للنظر أيضاً، هو أن أعداد الأُسَـر التي تملِـك الأسلحة النارية في هذه الدولة الصغيرة، هو أعلى من المتوسط.

وتَبِعَتْ كلٌّ من فنلندا والنرويج القائمة في المركزيْـن الثالث والرابع بنسبة 20٪، أما ألمانيا، فقد جاء موقِـعها في أسفل القائمة وبنسبة تقِـلّ قليلاً عن 8٪، في حين بلغت هذه النسبة في إسبانيا 5.5٪.

ويُعْتَبَر الانتحار باستخدام السلاح الناري، الطريقة الأشدّ فَتكاً والتي تحمل مُعدّلات عالية للوفاة، حيث تؤدّي 90٪ منها إلى الموت المُـباشر. كما أنَّ النتائج المُترتّـبة على المحاولات الفاشِـلة، تحمل نتائج وخيمة جداً.

وفي حين تميل النساء أكثر إلى اختيار أساليب أقل فتْـكاً، (كتناول السمّ أو جرح أنفسهنَّ بآلة حادة)، يلجأ الرجال غالباً إلى أساليب فتاكة، كما هو الحال بالنسبة للأسلحة النارية.

"المُفضَلة" بين الرّجال
يُعتبَـر الانتحار باستخدام الأسلحة النارية، الأسلوب الأكثر شيُـوعا في سويسرا، ولا يميل سوى الرجال إلى هذه الطريقة تقريبا، حيث تُشير النِّـسب الى أنَّ 95٪ من جميع حالات الانتحار بهذه الإسلحة، تُرْتَكَب من قِبَلِهِم.

ويرى الأستاذ فلاديتا آجاسيك - غروس، عالِـم الإجتماع والُمحاضر وكبير المساعدين في الطبّ النفسي في مستشفى جامعة زيورخ، سببيْـن لإختلاف أساليب الإنتحار بين الرجال والنساء، حيث يقول: "من الناحية الأولى، هناك مسألة بالِـغة الأهمية تتعلّـق "بتوفّـر الوسيلة" المُستخدمة (وهي الأسلحة النارية في هذه الحالة)، ومن الناحية الأخرى، هناك قابلية الفرد على التّـعامل مع هذه "الوسيلة".

ويضيف الباحث، الذي يعمل على الدِّراسة المذكورة منذ بدايتها: "تُظهِـر البيانات السويسرية بأن النساء تتعاملن مع الأسلحة النارية بصورة أسوأ بكثير من الرجال، وبالتالي، فهُنَّ لا تستخدمن سِـلاحا نارياً لقتل أنفسهنَّ"، أمّا الرجال، فيختار ثُـلثهم الذين يميلون إلى الإنتحار هذا الأسلوب.

No comments:

Post a Comment